ما هو الاستثمار ؟

يعد الاستثمار أحد الطرق المعروفة لزيادة وتنمية الدخل وتحقيق الأهداف المالية وتخفيف آثار التضخم الاقتصادي على السلع والخدمات.

للاستثمار أنواع عديدة كالاستثمار المالي أي الأوراق المالية والاستثمار المادي كالعقار والسلع.

أولًأ : الأسهم

من أشهر انواع الاستثمار في الأوراق المالية هو الأسهم ،وتعرف بأنها جزء من ملكية الشركة تعطي لمقتنييها كامل الحق في أصولها وأرباحها، فكلما زادت حصتك في السهم زادت حصة ملكيتك فيها.

أنواع الأسهم المستخدمة في السوق السعودي

• أسهم النمو:

تعرف أسهم النمو أنها أسهم شركات تتضاعف قيمتها مع الوقت أسرع من بقية أسهم السوق، بحيث انها لا تقوم بتوزيع أي أرباح للمساهمين، وإنما تقوم بإعادة استثمار هذه الأرباح في توسعة نشاطاتها الاستثمارية

• أسهم العوائد:

هي أسهم ذات توزيعات نقدية تتسم بالاستقرار و الثبات و الاستمرارية و من الأمثلة عليها شركات الأسمنت و الاتصالات حيث تعد شركات مستقرة.

• الأسهم العادية:

هي أسهم لا يستطيع مالكها الحصول على حصة في الأرباح السنوية إلا بعد أن تقرر الشركة أنها ستقوم بتوزيع الارباح ويكون بعد أداء حقوق حملة الأسهم الممتازة و لا يحصلون على عائد بمعدل ثابت ولكن بمعدلات مختلفة و بمبالغ مختلفة.

• الأسهم الممتازة:

هي حصة في ملكية الشركة تعطي لحاملها امتيازات إضافية عن حملة الأسهم العادية، حيث يتم توزيع الأرباح لهم قبل حملة الأسهم العادية وتعد نسبة أرباح الأسهم الممتازة ثابتة من القيمة الاسمية للسهم وفي الغالب لا يتمتع بحق التصويت بالشركة.

ثانيًا: أوراق الدين

هناك نوع آخر من الأوراق المالية و هو الصكوك والسندات. و هي أوراق مالية تصدرها الحكومات أو الشركات لجمع الأموال من المستثمرين لفترة زمنية محددة بتاريخ سداد محدد.

خلاف ما ذكرناه عن الأسهم فإن حاملي السندات مقرضي وحاملي الصكوك مالكي جزء من الجهات المصدرة لفترة زمنية محددة و خلال هذه الفترة عادة ما يتم توزيع معدل ربح (ثابت أو متغير)بشكل دوري، وفي حين انتهاء الفترة المحددة (نهاية عمر الصك او السند) أي ما يسمى بتاريخ الاستحقاق يتم إعادة راس المال (قيمة شراء الصك أو السند) للمستثمر بشكل ضامن، بينما حاملي الأسهم فهم مالكين حصة من رأس مال الشركة المصدرة ولا يوجد في قاموسهم "تاريخ استحقاق" ولا يوجد لديهم ضمان.

لحامل الصك أو السند الأولوية في حال تصفية الشركة أو الإفالس، بينما حاملي الأسهم يحصل على المتبقي إن وجد.

الفروق الأساسية بين الصكوك والسندات:

• الصكوك هي عبارة عن أوراق مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تصدرها الجهات الحكومية أو الشركات لتطوير مشاريع و يصبح المستثمر حامل الصك مالكًا جزئيًأ للأصل حتى تاريخ الاستحقاق. أما السندات فهي أوراق مالية حيث يقرض المستثمر الأموال للمصدر حتى تاريخ الاستحقاق؛ فتعد التزام على الجهة المصدرة لها؛ لذلك فإن حاملي السندات دائنين بالنسبة لهذه الجهة .

• يحصل حاملوا السندات على فوائد محددة بكافة الأحوال بغض النظر عن تحقيق الشركة للأرباح، بينما يحصل حاملو الصكوك على جزء محدد من الأرباح الناتجة كما هو متفق عليه في العقد.

ثالثًا : العقار

يفضل الكثير من الناس امتلاك أصول مادية ملموسة بدلًا من شراء الأسهم ، دون التفكير في الخطوات التالية ، لكن من المهم قبل الاستثمار في أي عقار أن تقارن المبلغ الذي ستنفقه على شرائه والأرباح التي يمكنك جنيها.

مخاطر العقارات أقل بكثير من الاستثمار في الأسواق الأخرى، و أصولها ملموسة و يسهل فهمها فإن لها دخل مستقر على مدى الأشهر والسنوات .

لكن يجب الأخذ بالاعتبار:

1- الصيانة الدورية و تكاليفها

2- حساب معدل الإهلاك السنوي

3- مخاطر تحصيل الأموال من المستأجرين

4- التضخم في أسعار الأراضي ومستحضرات البناء.

5- متطلب رأس مال كبير.

رغم ذلك، من الصعب أن يفقد العقار ثمنه إلا إذا تعرض لكوارث مثل الانهيار أو الإعصار أو الحريق وهذا ما يمكن تلافيه عن طريق التأمين العقاري إن وجد، أيضًا مقارنة بباقي الاستثمارات فإنه يمنح لصاحب العقار السيطرة على استثماره. وبما أن صاحب العقار يوفر المسكن للناس فإنه يساهم في ازدهار المجتمع.

رابعًا: السلع

يعتبر هذا النوع من الاستثمار تحوط للمستثمر لباقي استثماراته كالأسهم وأوراق الدين؛ لندرة تقلب أسعاره. فالسلع تنقسم إلى أنواع عدة، منها منتجات الطاقة بما في ذلك النفط الخام والغاز الطبيعي، إضافة إلى المعادن وتشمل المعادن الأساسية، مثل الحديد والنحاس والرصاص والألمنيوم، والمعادن الثمينة، مثل الذهب والفضة والبالتين.

ينقسم الاستثمار في السلع إلى نوعين مباشر وغير مباشر:

1- الاسثتمار المباشر في السلعة و هو عن طريق شراء السلعة الفعلية و تخزينها مثل شراء سبائك الذهب وتخزينها في مكان آمن بالمنزل أو في خزنة أحد البنوك.

2- الاستثمار غير المباشر في السلع هو عن طريق شراء أسهم الشركات التي تعمل في مجال إنتاج السلع، كالاستثمار في منتجات الطاقة من خلال شراء أسهم في الشركات العاملة في مجال الاستكشاف والإنتاج من النفط والغاز.

العوائد من هذا النوع من الاستثمار هو الفرق بين سعر شراءه وبيعه، ويرتفع سعر السلعة نتيجة للتغيرات في العرض والطلب على السلعة - السلع ذات الكميات المحدودة يزداد طلبها ويساعد على ارتفاع سعرها على المدى البعيد - وعوامل اقتصادية وغير اقتصادية أخرى. وعادة ما ترتفع أسعار السلع في فترات الأزمات المالية والاقتصادية.

هناك من يفتقر إلى الخبرة والمعرفة اللازمة بأنشطة الأوراق المالية أو ليس لديه الوقت الكافي لمتابعتها فيناسبه الاستثمار في الصناديق االستثمارية وهي أوعية استثمارية تضم مجموعة من رؤوس أموال المستثمرين و يقوم بإدارتها مدير الصندوق وفق أهداف استثمارية قائمة على خبرته في السوق المالي، و تشتمل صناديق الاستثمار على مجموعة من الأوراق المالية المتنوعة كالأسهم و أوراق الدين التي ذكرناها سابقًا و المختارة بناءً على معايير معينة لتحقيق أهداف الصندوق، و هناك نوع آخر من الصناديق يسمى الصناديق العقارية )الريتس REITs) تهدف الى تسهيل الاستثمار في قطاع العقارات.

أبرز مزايا صناديق االستثمار:

1- الإدارة المتخصصة : أبرز ما يميز الصناديق الاستثمارية هو القدرة على الاستفادة من المهارات المالية لمدراء الصناديق الاستثمارية، حيث أن الاستثمار في الأوراق المالية يحتاج إلى دراسة مسبقة و تحليل لمعطيات السوق و مهارات قد لا تتواجد عند أغلب المستثمرين ، و لهذا فإن الاستثمار في الصندوق الاستثماري يوفر للمستثمر تحقيق مزايا استثماريه لا يمكنه تحقيقها في ظل محدودية موارده المتاحة.

2- التنوع و تقليل المخاطر: تتيح الصناديق الاستثمارية للمستثمر المنفرد تنويع استثماراته في الأوراق المالية بتكلفة أقل نسبيًا، كما تمّكن المستثمر من توزيع استثماراته عبر نطاق أوسع جغرافيا ، مما يمنحه فرصة أكبر في تقليل مخاطر الاوراق المالية في الصندوق .

3- قيود أقل: غالبًا ما تكون القيود على الصناديق الاستثمارية أقل منها على المستثمر المنفرد، مما يزيد من قدرة الصندوق على التنويع و انخفاض تكاليف بيع و شراء الأسهم.

أنواع الصناديق االستثمارية:

عادة ما تنقسم الصناديق االستثمارية إلى نوعين :

1- الصناديق ذات النهاية المفتوحة: هي صناديق استثمارية مرنة من حيث رأس المال المستثمر ، بمعنى أنه قد يزيد أو ينقص بناءً على عدد الوحدات المصدرة و التي تمثل نسبة مساهمة المستثمرين في الصندوق ، كما يمكن للمستثمر فيها استعادة قيمة استثماره في أي وقت. هذه الصناديق هي الأكثر شيوعا في الكثير من الأسواق المالية و منها سوق تداول في المملكة.

2- الصناديق ذات النهاية المغلقة : تتسم بالسيولة العالية و بثبات رأس المال للمستثمر فعدد الوحدات المصدرة فيها ثابت لا يتغير ، وإذا قرر المستثمر عدم الاستمرار فيها فلا يمكن له استرداد قيمة استثماره، بينما يمكنه بيع الوحدات لمستثمر آخر او الانتظار الى انتهاء مدة الصندوق.

و مع ظهور ابتكارات مالية جديدة في نهاية الثمانينات ظهرت صناديق المؤشرات المتداولة ETF و التي تجمع بين مرونة الصناديق ذات النهاية المفتوحة و السيولة العالية التي تتسم بها الصناديق ذات النهاية المغلقة.

اخطاء المستثمرين الشائعة أثناء عملية الاستثمار

يقع الكثير من المستثمرين الجدد في أخطاء خلال عملية الاستثمار كالاقتراض من اجل الاستثمار ، تصديق التوصيات و الإشاعات المضللة من الأشخاص الغير مرخصين من هيئة سوق المال و تخصيص المحفظة الاستثمارية في شركة واحدة.

لذا سنذكر بعض النصائح التي قد تساعدكم في تجنب هذه الأخطاء و الحصول على افضل نتائج من المحفظة الاستثمارية:

1- لا تضع جميع أموالك في استثمار واحد بل يجب توزيع الأموال المستثمرة بين الأسهم المختلفة و أوراق الدين و العقارات و السلع، لأن التنوع يساعد و بشكل كبير على تجنب المخاطر التي يمكن مواجهتها إن وضع المستثمر أمواله كلها في مكان واحد.

2- يجب أن تكون صبورًا و تفكر على المدى الطويل.

3- لا تتورط بالاستثمار بأموال مقترضة .

4- يمكنك الاستعانة بالخبراء و المستشارين الماليين لمساعدتك على اتخاذ القرار السليم.

5- يمكنك بدء الاستثمار بالمشاركة في أحد الصناديق الاستثمارية ، فهي منخفضة التكلفة، تشمل استثمارات متنوعة ، كما سيحقق لك مدير الصندوق و ما يحمله من خبرة مزايا استثمارية لا يمكن لك تحقيقها بشكل منفرد.